الجمعة، 2 أبريل 2010

مشكلة المدنية الغربية ..

كشفت الأحداث الأخيرة وخاصة بملاحقة مجرمي الحروب ، لاسيما مجرمي الصهيونية الذي اقترفوه بحق الإنسانية بغزة ، كشفت عن أن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وكل تلك القيم التي طالما روّج لها الغرب وبشّرت بها الولايات المتحدة, تعد أداة لتحقيق المصالح الغربية والأمريكية بغير تجرد ولا نزاهة حقيقية.
فإن أتت الديمقراطية بعملاء أمريكا والغرب استحقت الثناء, وإن أتت بأحرار يناوئون المخطط الغربي والأمريكي اعتُبرت غير شرعية.. وهذا ما يكشف عن الزيف الأيديولوجي للحضارة الغربية , ويمكن اعتباره مؤشرًا على بدايات التراجع الأكيد لها وأفول نجمها قريبًا. ويشهد تطبيق القواعد الدولية المتعلقة بالحقوق بشكل عام أنه لا يقدم منتهكي حقوق المسلمين ومقترفي الجرائم ضدهم للمساءلة.
ويعامل المقاومين والمدافعين عن حقوقهم كمجرمي حرب ، وهذا الوضع يعبر عن التخلف في النظام الدولي.
والحقيقة أن مشكلة المدنية الغربية بوجه عام, تتمثل في أنها تتضمن عناصر عدوانية تجاه الإسلام, ويؤكد ذلك : السلوك الاستعماري للدول الغربية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين, وهي مدنية بعيدة عن المسيحية , قامت على عدم الصفح والتسامح والتحاب, ويعد سعي الدول الغربية للهيمنة على الشعوب الأخرى كاشفًا عن طبيعتها العدوانية.
ولمواجهة هذه الهيمنة أرى أنه ينبغي اعتماد عدة أمور, منها:
- إحياء إرادة التحرر والاستقلال لدى الشعوب , وبث روح المقاومة.
-دعم الشعب الفلسطيني عن الحاجة لدول الغرب المنحازة ضد حريته ومصالحه.
- تكوين رابطة عالمية ورأي عام يكافح الظلم ويسعى لإقرار الحق والعدل والسلام في العالم.
- تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للدول الاستعمارية, وأيضًا مقاطعة الإنتاج الثقافي لهم.
- تحقيق الإصلاح الداخلي السياسي والاقتصادي والاجتماعي, وإزالة الفجوة الغذائية والتكنولوجية بيننا وبين الدول الاستعمارية.
- العمل على تصحيح صورة الإسلام لدى الغربيين, وتوضيح حقيقة قضايانا العادلة, وإزالة الصورة المشوهة عن الإسلام .
والخلاصة أننا بحاجة إلى بناء إستراتيجية أفريقية شعبية في مواجهة الاستراتيجية الأمريكية والصهيونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق