الجمعة، 2 أبريل 2010

المقاومة شعلة توقد للأمة شموس الحياة

إذا كان الوقوف على الماضي لمجرد البكاء والعويل والنحيب فحسب ، هو شأن الفارغين العاطلين ، فإن ازدراء الماضي بكل ما فيه من خير ونور ، هو شأن الحاقدين الجاهلين .
ولقد حاول أعداء الأمة بكل سبيل ، أن يحولوا بين الأمة وبين ماضيها المشرق المجيد ، حتى لا تستمد الأمة من الماضي شعلة توقد شموس الحياة ، وحتى لا تستمد الأمة من الماضي دماءاً زكية تتدفق في عروق المستقبل والأجيال .
وبالفعل أصبح تاريخ الأمة يُعرض لمجرد الإعجاب السالب ، أو لمجرد الثقافة الذهنية الباهتة الباردة ، وكأننا لسنا مطالبين لنصلح بها كل زمان ومكان , فأمتنا المسكينة في هذه الأيام تضرب بالنعال على أم الرأس ، وهي تنزف في غزة بغزارة ، أنتهك عرضها ، واحتلت أرضها ، وضاع شرفها ، وزال عزها ، وأهينت مقدساتها .

يا أمةً .. يا أمةً عجزها قد صار قائدها .. وضعفها لم يعد في الدرب إلا هو
يا أمةً .. يا أمةً في خريف العمر نائمةً .. تلوك ماضي لها في القبر مثواه
هانت على نفســـــها ، فاستُعبدت .. وسلّمت كنزها للص يرعـــــــاه
آسادُها .. رُوضت في الأسر طـائــعة .. فأُسدها دون أُسد الأرض أشياه
إن عمّ خطب بها ، فالكل للشـــــــجب .. يا صاحبي والكل أفـــــــــــــواه

ووالله إن العين لتدمع ، وإن القلب ليتمزق كمداً وأسى على أكوام الأشلاء وبرك الدماء ، وعلى ضعف المسلمين ، وقلة حيلة الصادقين ، وتمرد الصهاينة المجرمين ، وخيانة المنافقين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
فالأمة الآن تجهل أنها لن تسلك طريقها للعزة والكرامة ، وسط صخور الكفر والصهيونية وحجارة الشرك العنيدة ، وأحجار النظام العالمي الجديد الصلدة ، لن تشق الأمة طريقها للعزة والكرامة والسيادة ، إلا برجال المقاومة ، وجثت الشهداء ، يحفرون هذه الصخور والحجارة بالعرق والدماء ، يحاكون الأطهار الذين ضحّوا بأنفسهم وأولادهم ليمهدوا الطريق لعزة الأمة .




والسؤال المرير لماذا فعل اليهود ما فعلوا ؟ ، أقول ببساطة لأنهم جعلوا أحلامهم في عزائمهم ، فأول برتوكول من بروتوكولات جبناء صهيون يقول ، الحق مع القوة ، ولو قرأتم البرتوكولات لوجدتم أن اليهود قد نفّذوا هذه البروتوكولات الخبيثة تنفيذاً حرفياً ولست أبالغ في ذلك ، لأنهم حملوا أحلامهم في عزائمهم ، وراحوا وهم قلّة ليحوّلوا هذه الأحلام إلى واقع ، أما أمتنا المسكينة ، حملت أحلامها في كلامها ، في كلامها الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر ، حملت أحلامها في هذه الجعحعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وسأذكر قول جحا ، الذي صنع يوماً ساقية على النهر ، لتأخذ هذه الساقية من النهر ولتردّ نفس الماء إلى نفس النهر ، فقالوا عجباً لك يا جحا ، ماذا تصنع أيها العاقل ؟ ، تصنع ساقية على النهر ولتردّ نفس الماء إلى نفس النهر ، فقال جحا : يكفيني نعيرها !
لأننا نعيش الآن زماناً لا يحترم إلا الأقوياء ، كما قال الإرهابي الكبير مناحيم بيغن : إننا نحارب ، إذاً نحن موجودون ، فهذا هو الواقع أيها الإخوة ، ومع ذلك أقول : سينهزم الصهاينة ، وإن الواقع اليوم لمن المبشرات أيضاً ، فإن اليهود مع هذه الترسانة الرهيبة من الأسلحة ، لم يستطيعوا أن يوقفوا صواريخ المقاومة ، وهم الآن يبحثون عن حل لهذه المشكلة ، لأن المقاومة المباركة قد تحولت تحولاً نوعياً في أرض غزة الصامدة ، وبدأ جنرلات اليهود يصرحون بأنهم في حرب استنزاف حقيقية ، ويتمنون أن لو جالستهم فصائل المقاومة مرة أخرى على مائدة المفاوضات ، لا للسلام وإنما للقضاء على هذه المقاومة المباركة التي طالت نيرانها الجنود والمستوطنين المجرمين ، فالواقع الآن مع هذه الأشلاء الممزقة ليبشر بخير ، قال الله تعالى :
(( لا تَحسَبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق