السبت، 20 مارس 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
أبناؤنا والتربيه الدينيه ..
يفرح الوالدين عندما يرزقهم المولى أطفالاً يملئوا حياتهم بهجة وسرور ، ويسعا كلاً منهما إلى الاهتمام بهم في شتى الأمور ، وأفضل ما ينبغي على الوالدين الاهتمام به لهؤلاء الأطفال التربية الحسنة ، وأعني بالتربية هنا التربية الدينية التي إن صحت كما ينبغي من خلال ترسيخ العقائد الدينية في عقولهم ، وتنويرهم تدريجياً بالأحكام الشرعية منذ بدأ تعليمهم الأولي مع الأخذ في الاعتبار المرحلة العمرية وما يجب أن يتعلم الطفل خلالها من أمور دينيه فبإذن الله سوف يكون أساسهم قوي يتحمل ما يبنى عليه خلال سنوات عمرهم المستقبلية ،

بمعنى أن التربية الدينية أول ما ينبغي للوالدين الاهتمام به عند تربيه فلذات أكبادهم ، فمن أحسن هذه التربية كانت باقي التربيات تبعاً لها لما تضمنه الدين الحنيف من منهج سليم يتماشى مع الفطرة الانسانيه ، ويتأقلم مع النفس البشرية ليقودها إلى بر الأمان ، فالتربية الدينية عندما نعلمها لأبنائنا منذ بداية طفولتهم تترك في نفوسهم أثر إيجابي يستمر معهم طوال سنوات عمرهم التي قدرها المولى لهم في هذه الحياة ، وقد ذُكر في هذا الشأن من الأقوال الكثير التي منها ما قاله الإمام الغزالي رحمة الله تعالى [ إن قلب الطفل فارغ ، صافي ، له ميل فطري لتلقي كل شيء ، والميل إلى كل شيء ] أما ابن سينا فبقول [ عند ولادة الطفل تولد معه جملة من القدرات يتعين تطويرها ] بمعنى أن التوجيه الذي يلقاه الطفل من والديه هو الأساس الذي ينشأ عليه ، فإن وجه نحو الخير كان صالحاً ، أما إذا وجه نحو الشر كان والعياذ بالله من الخاسرين ، أما بديع الزمان فيقول [ إن الطفل إذا لم يتلقى في طفولته دروساً إيمانيه حيه فإن نفسه بعد ذلك يصبح من العسير عليها تقبل الإسلام وأركان الإيمان ] والطفل في مراحل حياته الأولية يحب أن يقلد من حوله وأقرب المقربين إليه والديه فتراه يتخذهم قدوة له بالفطرة ، ويطبق ما يراهم يقومان به من أعمال وسلوكيات في واقع محيطه الصغير ، وقد توصل علماء النفس بعد دراسات مستفيضة إلى أن القدوة الحسنة هي أفضل وسيلة نستطيع من خلالها تعليم فلذات أكبادنا المنهج السليم ، مع أن المولى سبقهم بذلك وأخبر به في الكتاب الحكيم في عدة مواضع منها قوله تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه ....} وقوله تعالى { لقد كان لكم فيهم أسوه حسنه لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .... } وهذا عمرو بن عقبه يطلب من مؤدب ولده [ ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك ، فإن عيونهم معقودة بك ، فالحسن عندهم ما صنعت ، والقبيح عندهم ما تركت ] والإسلام لم يهمل الطفل في تربيته بل وضع له النظم التي ينبغي على الوالدين السير عليها لينشأ نشأة إسلامية صحيحة أوضحتها آيات القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فتربية الذرية مسئوليه وأمانة يٌسأل عنها الوالدان يوم القيامة روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كلكم راع ، وكل راع مسئول عن رعيته ...) الحديث .

فالأبوان بحاجة إلى أن يحفوا أبناءهم بدعوات صادقة بأن يصلحهم الله تعالى ويوفقهم في دينهم ودنياهم.
أما الأمر الثاني فهو ضرورة التعبد لله تعالى في تربية الأولاد، واحتساب الأجر عند الله تعالى فيما ينفقه عليهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان عنده ثلاث بنات فرباهن وعلمهن وأطعمهن كن له حجابا من النار" أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فالإنسان إذا أخلص النية لله في تربية الأولاد أصبح كل ما ينفقه عليهم من مال وما يبذله من جهد في ميزان حسناته يوم القيامة يجده مع أجر الصلاة والزكاة والصيام والتطوع وغير ذلك من سائر العبادات . و بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليرفع في الجنة درجات، فيقول يا رب بم هذا ولم أعمل ما يقربني لها ؟ فيقول الله له: هذا بدعاء ولدك الصالح لك ) أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم، وكلنا يعلم قوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) . وإذا كان الابن فاسدا لم ينشأ على طاعة الله فمن أين يدعو لوالديه بعد مماتهما .
وجدي عبد اللطيف أبوراس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق