بسـم الله الرحمـن الرحـيم
إلاَّ رسول الله ...
آهٍ يا مسلمون . . يتطاول الأقزام على النبي الإمام ، وينال السفهاء من سيد الأنبياء ؛
إلى هذا الحد ! يُسيئون لسيدنا المصطفى ، على مرآ ومسمعٍ من العالم المتحضر ، الذي قُدِّم لنا على أنه نموذج الحضارة وإكسير السعادة ، يُسيئون لسيد الكائنات ، بلا خجل ولا وجل ، بدعوى حرية التعبير المزعومة .
واللهِ أنا أتحدَّى قزماً من هؤلاء ، أن يتطاول على قسيس أو على أحد الرهبان !
والذي يُدمِ القلب ، أن يتعاطف مع هذه التي يسمونها الدنمارك كل دول أوروبا بالأمس القريب ،
لماذا ؟ ..
لأنَّ المسلمين همجيون ، متطرفون ، أصوليون ، فوضيون ،لا يعيشون إلا في عصور الظلام ، لا يعيشون عصور الديمقراطية المشؤومة ، ولا يعرفون حرية التعبير المزعومة ، لمجرد أنهم قاموا على قلب رجل محب واحد للحبيب ، ليعلنوا عن غضبهم لحبيبهم ونبيهم ؛
وأنا أسأل الآن ؛ من المتطرف ، ومن الإرهابي الآن ؟ حين يُساء لنبينا ونُعبِّر ؟ .. نُتَّهم بالتطرف !!
وهذا ليس بجديد ، فلقد شنَّ أفراخ المستشرقين والملحدون الخُبثاء من قبل على الإسلام والمسلمين ، وأثاروا الشبهات الحقيرة ، وإن دلَّت كلماتهم ، فإنها تدل على عقول أنهكها التحلُّل الأخلاقي ، وأرهقها العجز عن استيعاب الحقائق الكبيرة التي لا يُدرك مغزاها ومعناها مثل هؤلاء الأقزام .
ولكنني أقول : إن تخلَّى أهلُ الأرضِ عن سيدنا رسول الله ، فإن ربَّهُ الذي بعثه وتولاه ، لن يتخلَّى عنه أبداً ، فلا تتخلّوا أيها المسلمون عن من لن يتخلَّى عنه الله ، حتى لا يتخلَّى عنكم ربكم تبارك وتعالى
لابدَّ أن تتضافر الآن للجهود ، للذبِّ عن الحبيب المحبوب .
فلا إن نال الأقزام من قمة القمم ، ومن ذرة تاج الجنس البشري كله ، فلن يستطيعوا أبداً أن يصلوا إلى هذه السماء العالية ، وإلاّ فهل تصل إلى السماء يدٌ شلاّ !
يُريدونَ ليُطفِئُوا نُورَ اللهِ بأفواهِهِم واللهُ مُتِمُ نُورِهِ ولو كَرِهَ الكافرون
هو الذي أرسلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظهِرَهُ على الدينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ المشركون
فالذي سيتولى الدفاع كما دافع عن سيدنا المصطفى قبل ذلك هو الله ، القائل سبحانه :
إنا كفيناك المستهزئين ، واللهُ يَعصِمُكَ من الناس .
فما تطاول بشرٌ على سيد البشر ، إلاّ واقتصّ الله منه لحبيبه في الدنيا قبل الآخرة ؛
أُعلِنُها بملءِ فمي ، في الدنيا قبل الآخرة ، سيقتصّ الله لحبيبه المصطفى في الدنيا قبل الآخرة ، هذا وعد الله جل جلاله ؛ فقدر سيدنا المصطفى عند ربنا كبير ، ومكانته عنده عظيمة .
واللهِ ما سبَّ إبليس رب العالمين ، وما سبَّ إبليس أحداً من المرسلين ، كلا ورب الكعبة ،
هؤلاء ألعن من إبليس ، فهؤلاء الأبالسة الذي يتعلم اليوم منهم إبليس اللعين هم ألعن منه وأوقح منه .
فكل من آذى المصطفى ملعون ، وكل مؤمن صادق مأمور بنصرة نبيه .
نُصرَةُ النبي ليست حماساً فوَّاراً مؤقتاً ، فقلوبنا تنزف مع كل أزمة تمر بها الأمة ، تهيج الأمة وتصرخ وتهتف بحناجر ملتهبة غاضبة ؛ وهذا شعورٌ لا أقللُّ من شأنه ولا ينبغي لأي حاقدٍ أن يقللَّ من المشاعر الفياضة الجياشة التي يجسد بها الصادقون حبهم لرسول الله ؛
لكنَّ الذي يُدمِ القلب ، ويُحزن النفس ، أن تتوقف هذه المشاعر وأن تتجمد بعد شهرٍ أو شهرين ، كما هو واقع ، ويتناسى كثير من المسلمين الحدث وكأنَّ شيئاً لم يكن ، وهذا أمر متكرر .
فيجب أن نقيم حداً لهؤلاء المهازيل من البشر ، فلا من الأدب مع سيدنا رسول ، بل ولا حتى مع أنفسنا أن نقف مكتوفي الأيدي .
لذا فأنا أقول : النصرة الحقيقية لسيدنا رسول الله لا تكون إلاّ باتِّباعه والتخلق بأخلاقه ، فكيف تدّعي أنك تنصر رسول الله ولم تتخلق بعد بأخلاقه ؟ وأنت مضيع للصلوات ؛ وأنت سيء الأخلاق والآداب ؛ كيف ننصر سيدنا رسول الله ونحن نأكل الربا ، ونحن نعاقر الزنا ، ونحن نأكل أموال اليتامى ، ونحن نؤذي الجيران والناس ، ونحن نهدر المال العام ونرى أنه لا صاحب له ؟ .
فليسأل كل واحد منا الآن نفسه ، فهل نحب رسول الله حقاً ؟ .. سؤال مرير بمرارة بُعدنا عن الله تبارك وتعالى !هل يُحِبُّ رسولَ الله كل واحد منا ، حُبَّاً يفوق حبه لزوجه وولده ونفسه التي بين جنبيه ، سيتضح لكل واحد منا صدقه في هذه الدعوة ؛ فما أيسر الادعاء ، وما أسهل الزعم والتنظير والكلام .
نصرتكم لنبيكم هى في حبكم الصادق له ، في اتباع سُنّته والزود عنها ، فلينظر كل واحد منا لنفسه ،
أنظر لأوامر النبي القولية ، ولسنة النبي الفعلية والعملية ، ولسنة النبي التقريرية ، أين أنت من قولٍ وعملٍ
وتقرير .
فنحن الآن في حاجة إلى المدافعين عن السُنّة لا بالأقوال فحسب ، بل بالقول والمظهر والقلب والعمل ، لأننا نعيش الآن عصراً أُعلنت فيه الحرب الضروس على سيد الكائنات وعلى سُنّته ، وعلى المتّبعين ، فما أحوج الأمة اليوم إلى من يُحوِّلون السُنّة إلى واقع عملي يتألّق سمواً وروعة وجلالا ..
فما أحوج الأمة اليوم ، بعلماء ها وحُكّامها ورجالها ونساءها ، إلي رسول الله ، لتطبق سنته تطبيقاً عملياً على أرض الواقع ، إذ لا عزة لها ولا كرامة إلاّ إذا عادت من جديد ، لأثر النبي الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فأقلَّ ما تستطيع عمله هو أن تقاطع بضائع من يحاربونك ، من يحاربون نبيك ويحاربون الإسلام والمسلمين ...
هيّا من الآن .. دقق الفحص وأمعن النظر في كل ما تشتريه من البضائع ، قبل أن تشتري دقق من أين جاءت هذه البضاعة ، ولتكن عادة ، وعلّمها غيرك ، حتى يعلم الغرب الحاقد ، قدر رسول الله عندنا ،
فهذه مسؤوليتكم أيها المسلمون ، وهذا دور كل واحد منكم ، ولا ينبغي أن يدّعي أحدٌ منا أنه لا دور له ولا مسؤولية يتحملها ، بل أنت مسؤول أمام الله جل وعلا ، فاتقي الله على قدر استطاعتك ، واتقوا الله ما استطعتم ، والله سيجعل في هذا الجهد ولو كان ضئيلاً الخير بإذن الله عز وجل ، ووعد الله قائم ينتظر العُصبة المؤمنة التي تقوم وتعلو لمستوى هذا الدين .
وفي الختام .. أختم بعلامة لعلامات الحب الصادق لسيدنا رسول الله ، قد يغفل عنه كثير منا لا سيما في مجالس الخير ، ألا وهو الصلاة والسلام علي سيدنا النبي .
ترى البُخل حتى في مجالس العلم والذكر ، فقد يبخل كثير من الحضور إذا سمع اسم النبي أن يُصلي عليه ، والنبي يقول : ( ويلٌ لمن لا يراني يوم القيامة ، فقالت السيدة عائشة : ومن لا يراك يا رسول الله ، قال : البخيل ، قالت : ومن البخيل ، قال : الذي لا يُصلي علىّ إذا سمع باسمي ) .
الأحد، 21 مارس 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق