السبت، 20 مارس 2010
إلى الشباب الاختيار الناجح للزوجة الصالحة
بســـم الله الرحــمــن الرحـــيم
الاختيار الصالح للزوجة الصالحة ( خطبة المرأة )
لاشك في أن العلاقة التي تجمع الرجل والمرأة تحت سقف واحد في عش الزوجية هي علاقة تكاملية أساسها المودة والرحمة ولهذا كان لكل منهما دور جد مهم في هذه العلاقة ، والمعول على ذلك هو في الاختيار الأول لذلك الشريك وما يترتب عليه من ثمار ولما كانت هذه العلاقة علاقة تكامل وتجانس ، كان لابد لها من أساس يربط ويبارك هذه العلاقة في مسيرتها نحو الغاية النبيلة .
ولا أجد بد في أن أقول أن هذا الأساس الذي يوطد هذه العلاقة المباركة هو : حب الله ورسوله وطاعتهما في تناغم مشترك بالتعاون على البر والتقوى ، مما يؤدي بهما إلى الانسجام الفطري البسيط ، فتطبع المودة والرحمة فيما بينهما طابعها المبارك .
ولهذا قال الحق : أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين .
ولقد خبرنا أسلوب متبع في الاختيار الناجح للزوجة الصالحة توافق الحياة العصرية ، وهي ثمرة لتجارب قطفناها لما نوليه من اهتمام بالغ بهذا الشأن ، ويتحدد هذا الأسلوب بأربع خطوات أساسية : .
الخطـوة الأولـى : . يقول النبي الكريم سيدنا محمد المرشد الأول مشيراً علينا بقوله : ( تخيروا لنطفكم ، فإن العرق دساس )
ويوضح لنا أيضاً في حديث آخر محور الارتكاز الذي يتم به الاختيار فيقول :
( تنكح المرأة لأربع ، لمالها ، ولجمالها ، ولحسبها ونسبها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .
وتجده مرة أخرى يشير علينا فيقول : ( تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ) .
ومن ثم يجب عليك أولاً في الاختيار أن يكن اختيارك لعائلة الفتاة التي تكون الكلمة العليا فيها للرجل ، سواء أكان أباً ، أو أخاً ، أو عماً ، بشرط أن يكون عادلاً ومنصفاً للحق .. ليتحقق قوله تعالى : الرجال قوامون على النسـاء بما فضل الله بعضهم على بعض .
الخطـوة الثانيـة : . سؤال الشاب المتقدم للخطبة ، عن الفتاة وأسرتها .. عن أخلاقها ، وسلوكها ، ودينها .
وهنا دعونا أن نقف معاً لحظات لنعي حقيقة هذه الخطوة ، فالأمر يتطلب الفطنة والحكمة .
أقول إن عملية السؤال عن الفتاة وأسرتها لم تعد تلك العملية التقليدية كما عهدنا عن آباءنا وأجدادنا من قبل ، فالأمر بات متغيراً تماماً ، فلم يعد العصر عصر ارتجال واندفاع ، لقد خلا من ذلك تماماً ، فلقد أصبح العصر عصر تنظيم واستهداف .
فالسؤال يجب أن يكون لأهل الحكمة والأمانة ممن يتحرون الصدق في أعراض الناس ، وعلى السائل أن يكون مستعيناً بقول النبي : ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) .
الخطـوة الثالثـة : . المقابلة للفتاة وبوجود محرم .. بأن تنظر إليها ، وترى وجهها وكفيها .. وتتحدث إليها وترى : مدى قبولك لها ، وقبولها لك ، ومستواها العقلي والفكري والنفسي وغيره ، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له النبي :( أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما )
ويجب على المتقدم للخطبة أن ينتبه إلى ثلاثة أشياء هي غاية في الأهمية :.
- أن يعرف أولاً مآرب الفتاة ومقاصدها في الزواج .. وهذا يتطلب منه شيء من الفطنة والذكاء والرزانة .
والمقصد السوي للفتاة من الزواج هو : صيانة عرضها وعفة نفسها ، بفتح بيت وأسرة لإنجاب أبطال أتقياء
أوفياء مع الله ، وليس لأغراض أخرى كالتي تجعل من زواجها جسر عبور تعبر به إلى مآربها .
- أن تكون ذات دين مطيعة لله وتخافه .
- وضوح أمثل ، وصراحة مطلقة إلى حد ما ، مبادرة أولى منه ، لأنها طوق النجاة في هذا المشروع فلينتبه
وكما يجب أن يكون شروط سالك الطريق صدق السريرة ، ودليلها المؤكد الصراحة والوضوح ، فإنها لا شك أنها تتأكد في هذا المشروع العظيم .
الخطـوة الرابعـة : . صلاة الاسـتخارة .. كما يقول النبي الكريم : ( إذا سئلت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ) ..
ويقول الحق تبارك وتعالى : (( الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون )) .
ولم يبق لنا إلا أن نذّكر بالحديث الشريف ، فعن عبادة بن الصامت قال :
قال رسول الله :( اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة : أصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ) .
===================
وجدي عبد اللطيف أبوراس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق