رقصة الموت ..
إن أساطين الليبرالية المتوحشة ، وأساطين الرأسمالية المتأسدة ، سقطت اليوم ، وسقطت معها مؤسساتهم وبنوكهم وخبراتهم وأفكارهم ومخططاتهم وكل ما يملكون من مقومات حياتهم البالية .
ولقد تعجبت وأنا أسمع في نشرات الأخبار الأساتذة الكبار ، وأساطين الاقتصاد الكبار ، يطالبون الآن بتعديل معدل الفائدة حتى تصل إلى صفر ، بمعنى لا ربا ، وهذا هو الاقتصاد الإسلامي ، بل وازداد عجبي حينما قرأت لأحدهم ، لهذا الاقتصادي الفرنسي الكبير موريس ألي ، الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد ، يقول بالحرف الواحد : " لا مخرج من هذه الأزمة إلا بشرطين ، الأول : تعديل معدل الفائدة حتى تصل إلى صفر ، والثاني : تعديل معدل الضريبة حتى تصل إلى 2 % " ، وهذا ما يساوي مقدار الزكاة في الإسلام .
وهذا أيضاً بيتمان مدير مصرف في فرانكفورت بألمانيا ، قدّم بحثاً رُشح بسببه لنيل جائزة نوبل ، هذا البحث عنوانه " كارثة الفائدة " .
وأستطيع الآن أن ألخص سبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم اليوم في كلمة واحدة وهى : في أنهم تاجروا في النقود ، ولم يتاجروا بالنقود .
فأنا أود الآن بطرح هذا السؤال ، أن أخاطب أؤلئك الذين كانوا لا يصدقون القرآن والوحي ، بل كانوا يقفون في غاية الخضوع والإجلال للوحي الذي يأتي من أوربا وأمريكا .
هل نجحت البشرية أن تعيش سعيدة بعيداً عن منهج الله تعالى ؟ ..
إن أمريكا لازالت ، تردد عبارة عادٍ الأولى ، "من أشدّ منا قوة " ، ترددها بصلف وكبر واستعلاء ، وهى تريد أن تسوق العالم كله بعصاً غليظة ، وتضرب العالم كله الآن بالنعل على أم الرأس ، دون أدنى مراعاة لا للإنسانية ولا للأعراف وللقوانين الدولية ، وهاهي أمريكا اليوم تقع في شر أعمالها ، تستنجد بالعالم اليوم ، أين الذي كان يزعمون ، إنها ترقص الآن رقصة الموت .
وهاهم الأوروبيون والأمريكيون الآن أقول : سقط إلههم الذي كان يعبد في الأرض من دون الله .
قالوا لنا الغـــرب ، قلنا صنـــاعة وسيـــاحــة ومظـــاهـــر تغرينــــــــا
لكنـــه خـــــاو من الإيمـــــــــــان لا يرعى ضــــعيفاً أو يســر حزينــــا
الغــــــرب مقــــبرة المبـــــــــادئ لم يزل يرمي بسهم المغريـات الديـن
الغــــــرب مقــــبرة العــدالــــــــة كلما رفـــــعت يد أبدى لها الســــكين
نعم ، لم تفلح البشرية أن تعيش سعيدة بعيداً عن منهج الله تبارك وتعالى !..
لقد ضخت أمريكا كحكومة ، سبعمائة مليار دولار ، وبالأمس القريب في اجتماع الدول الأوروبية الثمانية ضخت ثلاثة تريليون ، في محاولة لإنقاذ العالم من هذا الوحل ، ومن هذه الانتكاسة الاقتصادية المروعة ، وأنا أقول : لقد شاء الله تبارك وتعالى أن يفضحهم في عالم الفضائيات ، لأن الأزمة حينما كانت في أوائل القرن الماضي سنة 1929 ما استوعبتها البشرية بالقدر الذي استوعبتها الآن ، لأن الله تعالى شاء أن يُرىَ العالم كله هذه الآثار المرة للشذوذ وللابتعاد عن منهجه تعالى ، بل وأنا أقول لأنهم أعلنوا الحرب عليه وعلى نبيه عليه الصلاة والسلام .
بل وأنا أخاطب الآن الغربيين والشرقيين والأميركيين و أقول : إن الإسلام الذي جعل الله تبارك وتعالى فيه السعادة في الدنيا والآخرة ، ليس ديننا فحسب ، بل هو دين للبشرية كلها ،
بل إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا بالإسلام ، أخاطب اليهود بالقول أن دين نبيكم سيدنا موسى عليه السلام وهو نبينا أيضاً هو الإسلام ، ودين نبيكم سيدنا عيسى عليه السلام وهو نبينا أيضاً هو الإسلام ..
أقول ما بُعث نبي ولا رسول إلا بالإسلام .
فلماذا الإعراض ، ولماذا الاستكبار ، عن هذه الدين ، فقد آن الأوان أن تفيء البشرية كلها التي تهذي كالسكران ، والتي تضحك كالمجنون ، وتجري كالمُطارد ، وهى الآن تئن من الألم ، وتبحث عن أي شيء ، وهى في الحقيقة تملك كل شيء ، ولكنها حينما انحرفت عن منهج الله ، وأعلنت الحرب على الله وعلى رسوله ، فقدت كل شيء ، وهى الآن تتخبط كالذي يتخبطه الشيطان من المس .
أنا أقف مدهوشاً أمام قول ربي جل وعلا : فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى . ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ، الضنك في الأموال ، والضنك في الأولاد ، والضنك في الأوقات ، والضنك في الصدور ، فعلى الرغم من كثرة الأضواء تعيش البشرية في الظلام ، وعلى الرغم من كثرة الأسواق تعيش البشرية الفقر ، وعلى الرغم من كثرة الحدائق الغناء ، تعيش البشرية الضيق في الصدور ، والألم في النفوس ، لأنها ببساطة ما طبقت الكتاب الذي وضعه لها خالقها تبياناً لها .
الاثنين، 22 مارس 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق