بسم الله الرحمن الرحيم (( و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان امره فرطا ))
أخطر هزيمة قد منيت بها الأمة في العصر الحديث ، هي الهزيمة النفسية ، لأن المهزوم نفسياً مشلول الفكر والحركة ! . ولنا في الواقع أعراض هذه الهزيمة النفسية التي تثبت ما نقول ، وهى تشكل واقعاً مريراً للمسلمين اليوم : - أولاً : الواقع المرير ، واليأس من إمكانية التغيير ، أنا لا أجهل الواقع الذي تحياه أمتنا الآن ، لكن الذي يؤلم القلب أن كثيراً من المسلمين ، قد هبت عليهم رياح عاتية من اليأس والقنوط ، وهزموا هزيمة نفسية أمام هذا الواقع ، حتى راحت هذه الهزيمة النفسية تمثل معتقداً جديداً عند الكثير ، ممن صاروا يرددون كلمات باردة ،كالتي تقول : ــ " لا فائدة ! – أنت تؤذن في خرابة ! – أنت تحرث في ماء راكد ! أنت تصرخ في صحراء مقفرة ! – أنت تنفخ في قربة منقوبة ! - عش عصرك ! وربي أولادك ! – فلن يسمعك أحد ! – لن تغير شيئاً! – دع مال قيصر لقيصر ومال الله لله ، بل منهم من يقول : دع مال الله لقيصر – لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ولو ناراً نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رمادِ"
وقد وصف الصادق الذي لا ينطق عن الهوى هذه النفسية المهزومة وصفاً دقيقاً ، كما في صحيح مسلم ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ؛ أن سيدنا النبي قال : ( إذا قال الرجل هلك الناس ، فهو أَهْلَكُهُم ــ وفي لفظ ــ فهو أَهْلَكَهُم ) ؛ بالضم والفتح ، والضم أشهركما قال الإمام النووي ، فهو أَهْلَكُهُم أي اشدهم هلاكاً ، أو فهو أَهْلَكَهُم أي حكم عليهم بالهلاك . وقد اتفق أهل العلم أن من قال ذلك على سبيل الازدراء والتحقير فهو مذموم ، أما من قال ذلك على سبيل أنه يرى تقصيراً في نفسه وعند إخوانه ، ليقول ذلك من باب أن يحفز الهمم ، للعمل لدين الله تبارك وتعالى ، فهذا لا باس به ! . أول عرض .. من أعراض الهزيمة النفسية ، هي التي باتت تمثل معتقداً عند الكثير الآن ، ممن يقولون بأن هذا الواقع ، لا يمكن أن يتغير .. العرض الثاني .. هي السلبية الشديدة عند كثير من المسلمين ، وذلك من منطلق فهم مغلوط مقلوب لقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (1) . صار المسلم الآن ينظر إلى الباطل وإلى المنكرات ، تعج بها مجتمعات المسلمين ، فيهز كتفيه ويمضي وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد ، مع أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم لهذا الدين ، وهو شرط من شروط خيرية أمة سيد المرسلين . قال تعالى : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ . وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم . مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (2) . وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( بلغوا عني ولو آية ) (3) ؛ بلغو : تكليف ، وعني :تشريف ، ولو آية تخفيف ، ولكن الأمة الإسلامية إلا من رحم الله ، لم تعمل بالتكليف ، ولم تقبل التشريف .. وقال : ( ما نبي بعثه الله في أمة قبلي ، إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف ، يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يُؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) (4) . فنحن نشهد سلبية قاتلة ، قد خيمت على سماء الأمة ، فكانت عرضاً خطيراً من أعراض هذه الهزيمة النفسية .
داعية إسلامي على منهج الكتاب والسنة ، فكر وسطي لاغلو فيه ولا تطرف ، عضو وعاظ وخطباء الهيئة العامة للأوقاف وشئون الزكاة طرابلس - ليبيا خطيب مسجد أبي الخير مؤتمر المسيرة الكبرى
مأذون شرعي
وكاتب صحفي بصحيفة الشط الليبية- مؤلف وصاحب رسالة الفضيلة في الأدب الإسلامي كتاب نصرة النبي الصادق في الرد على إساءة الدنمارك كتاب سبيل النجاة بما جاء به خاتم الأنبياء
أخطر هزيمة قد منيت بها الأمة في العصر الحديث ، هي الهزيمة النفسية ، لأن المهزوم نفسياً مشلول الفكر والحركة ! .
ردحذفولنا في الواقع أعراض هذه الهزيمة النفسية التي تثبت ما نقول ، وهى تشكل واقعاً مريراً للمسلمين اليوم : -
أولاً : الواقع المرير ، واليأس من إمكانية التغيير ، أنا لا أجهل الواقع الذي تحياه أمتنا الآن ، لكن الذي يؤلم القلب أن كثيراً من المسلمين ، قد هبت عليهم رياح عاتية من اليأس والقنوط ، وهزموا هزيمة نفسية أمام هذا الواقع ، حتى راحت هذه الهزيمة النفسية تمثل معتقداً جديداً عند الكثير ، ممن صاروا يرددون كلمات باردة ،كالتي تقول : ــ
" لا فائدة ! – أنت تؤذن في خرابة ! – أنت تحرث في ماء راكد !
أنت تصرخ في صحراء مقفرة ! – أنت تنفخ في قربة منقوبة ! - عش عصرك !
وربي أولادك ! – فلن يسمعك أحد ! – لن تغير شيئاً! –
دع مال قيصر لقيصر ومال الله لله ، بل منهم من يقول : دع مال الله لقيصر –
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رمادِ"
وقد وصف الصادق الذي لا ينطق عن الهوى هذه النفسية المهزومة وصفاً دقيقاً ،
كما في صحيح مسلم ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ؛ أن سيدنا النبي قال :
( إذا قال الرجل هلك الناس ، فهو أَهْلَكُهُم ــ وفي لفظ ــ فهو أَهْلَكَهُم ) ؛
بالضم والفتح ، والضم أشهركما قال الإمام النووي ، فهو أَهْلَكُهُم أي اشدهم هلاكاً ، أو فهو أَهْلَكَهُم أي حكم عليهم بالهلاك .
وقد اتفق أهل العلم أن من قال ذلك على سبيل الازدراء والتحقير فهو مذموم ، أما من قال ذلك على سبيل أنه يرى تقصيراً في نفسه وعند إخوانه ، ليقول ذلك من باب أن يحفز الهمم ، للعمل لدين الله تبارك وتعالى ، فهذا لا باس به ! .
أول عرض .. من أعراض الهزيمة النفسية ، هي التي باتت تمثل معتقداً عند الكثير الآن ، ممن يقولون بأن هذا الواقع ، لا يمكن أن يتغير ..
العرض الثاني .. هي السلبية الشديدة عند كثير من المسلمين ، وذلك من منطلق فهم مغلوط مقلوب لقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (1) .
صار المسلم الآن ينظر إلى الباطل وإلى المنكرات ، تعج بها مجتمعات المسلمين ، فيهز كتفيه ويمضي وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد ، مع أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم لهذا الدين ، وهو شرط من شروط خيرية أمة سيد المرسلين .
قال تعالى : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ . وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم . مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (2) .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( بلغوا عني ولو آية ) (3) ؛
بلغو : تكليف ، وعني :تشريف ، ولو آية تخفيف ، ولكن الأمة الإسلامية إلا من رحم الله ، لم تعمل بالتكليف ، ولم تقبل التشريف ..
وقال : ( ما نبي بعثه الله في أمة قبلي ، إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف ، يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يُؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) (4) .
فنحن نشهد سلبية قاتلة ، قد خيمت على سماء الأمة ، فكانت عرضاً خطيراً من أعراض هذه الهزيمة النفسية .
الهزيمة النفسية أول عدو للمسلمين !
ردحذف