الاثنين، 22 مارس 2010

إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

بسـم الله الرحمـن الرحـيم

إلاَّ رسول الله  ...


آهٍ يا مسلمون . . يتطاول الأقزام على النبي الإمام ، وينال السفهاء من سيد الأنبياء ؛
إلى هذا الحد ! يُسيئون لسيدنا المصطفى  ، على مرآ ومسمعٍ من العالم المتحضر ، الذي قُدِّم لنا على أنه نموذج الحضارة وإكسير السعادة ، يُسيئون لسيد الكائنات  ، بلا خجل ولا وجل ، بدعوى حرية التعبير المزعومة .
واللهِ أنا أتحدَّى قزماً من هؤلاء ، أن يتطاول على قسيس أو على أحد الرهبان !
والذي يُدمِ القلب ، أن يتعاطف مع هذه التي يسمونها الدنمارك كل دول أوروبا بالأمس القريب ،
لماذا ؟ ..
لأنَّ المسلمين همجيون ، متطرفون ، أصوليون ، فوضيون ،لا يعيشون إلا في عصور الظلام ، لا يعيشون عصور الديمقراطية المشؤومة ، ولا يعرفون حرية التعبير المزعومة ، لمجرد أنهم قاموا على قلب رجل محب واحد للحبيب ، ليعلنوا عن غضبهم لحبيبهم ونبيهم ؛
وأنا أسأل الآن ؛ من المتطرف ، ومن الإرهابي الآن ؟ حين يُساء لنبينا ونُعبِّر ؟ .. نُتَّهم بالتطرف !!
وهذا ليس بجديد ، فلقد شنَّ أفراخ المستشرقين والملحدون الخُبثاء من قبل على الإسلام والمسلمين ، وأثاروا الشبهات الحقيرة ، وإن دلَّت كلماتهم ، فإنها تدل على عقول أنهكها التحلُّل الأخلاقي ، وأرهقها العجز عن استيعاب الحقائق الكبيرة التي لا يُدرك مغزاها ومعناها مثل هؤلاء الأقزام .
ولكنني أقول : إن تخلَّى أهلُ الأرضِ عن سيدنا رسول الله  ، فإن ربَّهُ الذي بعثه وتولاه ، لن يتخلَّى عنه أبداً ، فلا تتخلّوا أيها المسلمون عن من لن يتخلَّى عنه الله ، حتى لا يتخلَّى عنكم ربكم تبارك وتعالى
لابدَّ أن تتضافر الآن للجهود ، للذبِّ عن الحبيب المحبوب .
فلا إن نال الأقزام من قمة القمم ، ومن ذرة تاج الجنس البشري كله ، فلن يستطيعوا أبداً أن يصلوا إلى هذه السماء العالية ، وإلاّ فهل تصل إلى السماء يدٌ شلاّ !
 يُريدونَ ليُطفِئُوا نُورَ اللهِ بأفواهِهِم واللهُ مُتِمُ نُورِهِ ولو كَرِهَ الكافرون 
 هو الذي أرسلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظهِرَهُ على الدينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ المشركون 
فالذي سيتولى الدفاع كما دافع عن سيدنا المصطفى  قبل ذلك هو الله  ، القائل سبحانه :
 إنا كفيناك المستهزئين  ،  واللهُ يَعصِمُكَ من الناس  .


فما تطاول بشرٌ على سيد البشر ، إلاّ واقتصّ الله منه لحبيبه في الدنيا قبل الآخرة ؛
أُعلِنُها بملءِ فمي ، في الدنيا قبل الآخرة ، سيقتصّ الله لحبيبه المصطفى  في الدنيا قبل الآخرة ، هذا وعد الله جل جلاله ؛ فقدر سيدنا المصطفى  عند ربنا كبير ، ومكانته عنده عظيمة .

واللهِ ما سبَّ إبليس رب العالمين ، وما سبَّ إبليس أحداً من المرسلين ، كلا ورب الكعبة ،
هؤلاء ألعن من إبليس ، فهؤلاء الأبالسة الذي يتعلم اليوم منهم إبليس اللعين هم ألعن منه وأوقح منه .
فكل من آذى المصطفى ملعون ، وكل مؤمن صادق مأمور بنصرة نبيه  .


نُصرَةُ النبي ليست حماساً فوَّاراً مؤقتاً ، فقلوبنا تنزف مع كل أزمة تمر بها الأمة ، تهيج الأمة وتصرخ وتهتف بحناجر ملتهبة غاضبة ؛ وهذا شعورٌ لا أقللُّ من شأنه ولا ينبغي لأي حاقدٍ أن يقللَّ من المشاعر الفياضة الجياشة التي يجسد بها الصادقون حبهم لرسول الله  ؛


لكنَّ الذي يُدمِ القلب ، ويُحزن النفس ، أن تتوقف هذه المشاعر وأن تتجمد بعد شهرٍ أو شهرين ، كما هو واقع ، ويتناسى كثير من المسلمين الحدث وكأنَّ شيئاً لم يكن ، وهذا أمر متكرر .
فيجب أن نقيم حداً لهؤلاء المهازيل من البشر ، فلا من الأدب مع سيدنا رسول  ، بل ولا حتى مع أنفسنا أن نقف مكتوفي الأيدي .

لذا فأنا أقول : النصرة الحقيقية لسيدنا رسول الله  لا تكون إلاّ باتِّباعه والتخلق بأخلاقه ، فكيف تدّعي أنك تنصر رسول الله ولم تتخلق بعد بأخلاقه ؟ وأنت مضيع للصلوات ؛ وأنت سيء الأخلاق والآداب ؛ كيف ننصر سيدنا رسول الله  ونحن نأكل الربا ، ونحن نعاقر الزنا ، ونحن نأكل أموال اليتامى ، ونحن نؤذي الجيران والناس ، ونحن نهدر المال العام ونرى أنه لا صاحب له ؟ .
فليسأل كل واحد منا الآن نفسه ، فهل نحب رسول الله حقاً ؟ .. سؤال مرير بمرارة بُعدنا عن الله تبارك وتعالى !هل يُحِبُّ رسولَ الله  كل واحد منا ، حُبَّاً يفوق حبه لزوجه وولده ونفسه التي بين جنبيه ، سيتضح لكل واحد منا صدقه في هذه الدعوة ؛ فما أيسر الادعاء ، وما أسهل الزعم والتنظير والكلام .
نصرتكم لنبيكم هى في حبكم الصادق له  ، في اتباع سُنّته والزود عنها ، فلينظر كل واحد منا لنفسه ،
أنظر لأوامر النبي القولية ، ولسنة النبي الفعلية والعملية ، ولسنة النبي التقريرية ، أين أنت من قولٍ وعملٍ
وتقرير .


فنحن الآن في حاجة إلى المدافعين عن السُنّة لا بالأقوال فحسب ، بل بالقول والمظهر والقلب والعمل ، لأننا نعيش الآن عصراً أُعلنت فيه الحرب الضروس على سيد الكائنات وعلى سُنّته ، وعلى المتّبعين ، فما أحوج الأمة اليوم إلى من يُحوِّلون السُنّة إلى واقع عملي يتألّق سمواً وروعة وجلالا ..

فما أحوج الأمة اليوم ، بعلماء ها وحُكّامها ورجالها ونساءها ، إلي رسول الله  ، لتطبق سنته تطبيقاً عملياً على أرض الواقع ، إذ لا عزة لها ولا كرامة إلاّ إذا عادت من جديد ، لأثر النبي الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فأقلَّ ما تستطيع عمله هو أن تقاطع بضائع من يحاربونك ، من يحاربون نبيك ويحاربون الإسلام والمسلمين ...
هيّا من الآن .. دقق الفحص وأمعن النظر في كل ما تشتريه من البضائع ، قبل أن تشتري دقق من أين جاءت هذه البضاعة ، ولتكن عادة ، وعلّمها غيرك ، حتى يعلم الغرب الحاقد ، قدر رسول الله عندنا ،
فهذه مسؤوليتكم أيها المسلمون ، وهذا دور كل واحد منكم ، ولا ينبغي أن يدّعي أحدٌ منا أنه لا دور له ولا مسؤولية يتحملها ، بل أنت مسؤول أمام الله جل وعلا ، فاتقي الله على قدر استطاعتك ، واتقوا الله ما استطعتم ، والله  سيجعل في هذا الجهد ولو كان ضئيلاً الخير بإذن الله عز وجل ، ووعد الله قائم ينتظر العُصبة المؤمنة التي تقوم وتعلو لمستوى هذا الدين .


وفي الختام .. أختم بعلامة لعلامات الحب الصادق لسيدنا رسول الله  ، قد يغفل عنه كثير منا لا سيما في مجالس الخير ، ألا وهو الصلاة والسلام علي سيدنا النبي  .

ترى البُخل حتى في مجالس العلم والذكر ، فقد يبخل كثير من الحضور إذا سمع اسم النبي أن يُصلي عليه ، والنبي  يقول : ( ويلٌ لمن لا يراني يوم القيامة ، فقالت السيدة عائشة  : ومن لا يراك يا رسول الله ، قال : البخيل ، قالت : ومن البخيل ، قال : الذي لا يُصلي علىّ إذا سمع باسمي ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق